-A +A
حمود أبو طالب
بدأت إيران تمارس سياستها المعهودة عندما يضيق الخناق عليها وتشعر أنها أمام مواجهة وشيكة وصعبة، هي تحاول دائما في مثل هذه الظروف أن تستثمر عامل الوقت بتمثيل دور حسن النوايا والتعاون مع رغبات المجتمع الدولي وإظهار روح المبادرة لتهدئة الأوضاع والجنوح نحو السلم، تفعل ذلك بينما تأريخها السياسي منذ قيام الثورة الخمينية يؤكد أنها دائما تنكث العهود وتغدر بمن عاهدتهم، ولا تنفذ أي اتفاق أو ميثاق، لكنها مع ذلك تعتقد أن جميع من حولها وطالهم أذاها بلا ذاكرة، وأنهم سوف يصدقون مزاعمها كل مرة. هذا هو «الاستهبال» الإيراني الذي تريد بيعه للآخرين بصفاقة عجيبة.

هذه المرة وبعد أن شعرت أنها في مواجهة حقيقية وحصار شديد، خرج علينا وزير خارجيتها جواد ظريف بتصريح مضحك يقول فيه إن إيران «لديها رغبة في بناء علاقات متوازنة مع جميع دول الخليج، وأنها مستعدة لإبرام اتفاقية عدم اعتداء معها». هذا التصريح الذي يأتي في الوقت الضائع يمثل العقلية السياسية الإيرانية الماكرة والمستهترة والمدمنة على الكذب، فمن سوف يصدق هذا الزعم من إيران وهي لم تقدم مبادرة واحدة أو تستجب لأي مبادرة من شأنها إزالة توتر العلاقات الدائم معها. طوال 40 عاما وإيران تمارس كل أنواع التخريب والتجسس وتجنيد العملاء والوكلاء لإلحاق الأذى بدول الخليج رغم حرص هذه الدول على مد يد السلام والتعاون البناء معها وإقامة علاقات تخدم الطرفين.


إيران لم تتوقف أبداً عن التلويح بأطماعها في دول الخليج، وتسخير إمكاناتها لدس أنفها في شؤونها الداخلية. إيران حتى في توقيت تصريح وزير خارجيتها الآن لم تتوقف صواريخها الباليستية وطائراتها المحملة بالمتفجرات من اختراق الحدود السعودية عن طريق وكيلها الحوثي. وهي ما زالت تحتل الجزر الإماراتية منذ زمن بعيد، وتحاول باستمرار إلحاق الأذى بالبحرين عن طريق جواسيسها، وكذلك الحال في الكويت، فمن ذا الذي يستطيع أن يصدق أي كلام تقوله إيران عن السلم وعدم الاعتداء وبناء علاقات متوازنة.

إن إيران تكذب مرة جديدة فلا تصدقوها.